mercredi 4 avril 2012

من تاريخ السلفيّة في تونس: قضيّة نور الحق بالشيخ كما أعيشها



من الغباء بمكان أن يدافع بعض أدعياء حريّة الفكر و التعبير على مثل هذه الأطروحات تحت غطاء مقولة "عدو عدوّي هو صديقي.." بمعنى أنّ بن علي حارب التيّارات الدينيّة بمختلف أطيافها إلاّ أن البعض لم يكن يدرك (و لعلّه لا يزال) أنّ بن علي، و إن اختلفنا معه في بشاعة الأساليب و ما قد نُسج عنها من أساطير يعلم الله فقط صحّتها من عدمها، حارب فعلا كلّ من كان يهدّد كرسيّه إلاّ أنّه كان محافظا فعلا على السلم الاجتماعية و من الغباء انكار هذا الطَّرح، كيف و أيّة أساليب اعتمد ذلك شأن آخر ليس مجال بحثي اليوم...




الأستاذة إيمان الطريقي مثال يُحتذى به في قِصر النظر بدفاعها المستميت عن قضيّة المدعو نور الحق بالشيخ ذات صيف من سنة 2010 (و التقويم هو الميلادي طبعا) حيث قالت حرفيّا:
 "رواية باحث البداية في قضية نور الحق بن الشيخ التي انكرها المتهم :
داب المتهم على الابحار عبر شبكة الانترنات باستعمال جهاز حاسوبه المحمول لاستقطاب بعض العناصر التي تبحر عبر تلك المواقع ومحاولة التاثير عليهم لتبني مبادئ الفكر السلفي وقام من اجل ذلك باعداد بعض المؤلفات داعيا لاقامة الدولة الاسلامية ونشرها بعدة منتديات بشبكة الانترنات وذلك بنية الاطلاع عليها من قبل العموم والعمل على ترسيخ مبادئ الفكر




من اجل هذه الاقوال التي انكرها المنوب وجهت له النيابة العمومية تهمة الدعوة الى ارتكاب جريمة ارهابية
السؤال المطروح :هل ان الدعوة المجرمة بمقتضى القانون هي الدعوة الى ارتكاب جريمة ارهابية او فكر ارهابي ؟؟
هل ان الفكر مهما كان متطرفا ولم يتم تجسيده في عمل مادي ومشروع وبرنامج تخريبي يمكن ان يمثل جريمة ارهابية على معنى قانون 2003 لمكافحة الارهاب ؟؟
هل ان الجريمة الارهابية هي جريمة فكر ارهابي ام عمل مادي ارهابي؟؟
هل ان تجريم الفكر لا يتعارض مع ماكرسه الدستور التونسي من حرية الفكر ؟؟


نور الحق بالشيخ انكر تحقيقا كل هذه التصريحات ولكن رغم ذلك ساعتمدها على سبل الفرض واناقش ان كان يجوز قانونا ان تاسس لجريمة الدعوة لارتكاب جريمة ارهابية" هنا المصدر
في ذلك الوقت و للتعتيم الاعلامي الممارس حينها قِلّة هم من كان لهم "حظوة" متابعة تفاصيل القضية عن قرب و ذلك لخوف أو لنقص شجاعة ربّما !!


إلاّ ان القضية طرحت جدلا واسعا بين مؤيّد و رافض... أذكر يوما مثلا (و للأسف أنني أذكر !!) حوارا دار بين الاستاذة إيمان الطريقي و المدوّن بيڨ تراب بوي حول هذا الموضوع و تعنّت الاستاذة في دفاع عن أطروحة ضحلة إلى أبعد الحدود !! طبعا دارت نقاشات بين الاستاذة و أشخاص آخرين "تغلّبت" فيها رئيسة جمعية حرّية و انصاف (لا أدري هل أن الحرية و الانصاف ترتبط حصرا بما تعرّض له أتباع التيارات الدينية أم لا !!) بفضل سفسطائيّة شخصيّة المحامي و هو ما لم يكن متاحا عند محاورتها لمن كان يقاسمها نفس التكوين الأكاديمي...


موضوع "النزاع" أو ذلك الطفل الذي أصبح شابّا في السجن (رغم تعمّد من كان يخدمه ذلك، نشر صور قديمة آنذاك للمتهم تصوّر براءة طفولة لا يمكنها أن تهدّد الأمن العام في البلاد لهدف كسب ود المواطن البسيط) قلت أنّ نور الحق بالشيخ و على الأرجح أنّه تمتّع بالعفو التشريعي العام في جانفي 2011 ليصبح منظّرا لمذهب السلفيّة في معنى العمل السياسي و القانوني و هو لم يتجاوز أصلا عتبة الثالثة و العشرين  كما يظهر هذا المقطع هنا.


حاولت الاختصار قدر الامكان و ذلك لمعرفتي بضيق صدر التونسي لقراءة مقال على الانترنت و قد أكون مخطأ...




أريانة في 5 أفريل 2012

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire