jeudi 22 septembre 2011

صابرة... لوقتاش ؟؟


صابرة صابرة أما حتى لوقتاش ؟؟
عطات للدنيا أكثر من وقتها أما الوقت ما عطاهاش
هازّة حمِل عيلتها و عيلتها ما تعبّرهاش
أعطيني دينار !! أعطيني حق باكو دخّان و م المعطى ما خرجناش
عايشة في الدنيا بغصّتها حتّى م البكاء ما فرهدهاش
يقولو ربّي يرحم عبدو اما يظهرلي ربي لتو ما شافهاش
عيشة الميزيرية بشرف خير من عيشة الذل إلي ما اطيقهاش
الخرافة الجاية تقوللكم شكوني صابرة و حكاية صابرة ما توفاش


سوسة في 22 سبتمبر 2011

vendredi 26 août 2011

كرادن للبوزڤلّيف

ـرابح.. يا رابح !! قوم عيش ولدي !! تو قريب نص النهار و انتي مازلت راقد..
ـ ....
ـ عيش ولدي.. يهديك !! تي قوم يصلح رايك..
ـ صباح الخير..
ـ صباح الخير وليدي هيا قوم يزّي م النوم..
ـ أووووووووووووف !! يامّي بالله باش نقوم شعندي نعمل ؟؟ لا يزّي سخانة لا يزّي رمضان و صيام !!! إلي يشوفك تقوّم فيّا يقول مخلّي شركاتو و لتو راقد !!
ـ شركات ؟؟ تي انتي خرجت شفت خدمة الساعة باش تولّي بشركاتك !!!
ـ الصباح و الرباح !! پفففففففففففففففف
ـ تنفخ !! تنفخ عليّا يا ولد الحرام !!! اتفيييييييييييه !!!
ـ يا ميمتي تي علاش هكا (يشدلها يدها و يبوسهالها) ادعيلي انتي باش ربي يحلها في وجهي برك !!
ـ اكاهو تعرف كيفاش ترضّيني يا كلب !!! زايد الكبدة مشومة !!
صوت دقّان باب الدّار: "يا خالتي تبر !! يا خالتي تبر.."
تخرج تبر من بيت رابح باش تحل الباب و تتلفت لولدها: خ نخرج نشوف شبيه سمير ولد صالحة شبيه و انتي قوم اغسل وجهك باش تمشي تقضيلي شوية قضية للعشاء..
تحل تبر الباب:ـ ع السلامة سمير لاباس وليدي؟؟
ـ لاباس لاباس.. قاتلك صالحة اخلط منّع كردونة راهو ولاد الحومة قريب يوفاووهم الكل...
ـ كردونة شنيّة ؟؟
ـ تي ماهو جماعة الحزب الجديد جاو للحومة و حلّو بيرو وين كانت الشعبة و عاودو ريڤلوه البيرو و دهنوه و ركّحوه منين كان محروق و جايبين كرادن للحومة الكل و الناس الكل تمشي تقيّد اساميها و تصحّح و تهز كردونة فيها قضية رمضان..
ـ بعد ما وفى رمضان جاين يفرّقو في القضية !! تي خير من بلاش !! اللطف وين تجي ها البيعات الفاوحة الكلها ما تضوّيش!! باهي يكثّر خيرك وليدي هاو باش نبعث رابح يشوف شنية لحكاية..
ـ اللهم بارك يا خالتي هاني في الحومة كان ستحقّيتيلي..
تدخل تبر تجري لبيت رابح و تحل الباب بالقوي.. يتفجع رابح و يقوم م النوم يعيّط: و الله خاطيني !! و الله لاني معاهم و الله...
تقعد تبر تغزر ما تفهم شي:
ـ يا طفل ضبّعت ياخي ؟؟ شنية ماكش معاهم؟؟؟
ـ آ... لا شي يامّي شي !! يضهرلي كنت نحلم..
ـ تقعّد وقت حلم تو !! برّا اخطف روحك جيبلنا كردونة هاو هاك الحزب إلي اسمو طويل جايبين يفرّقو في شويّة معونات للحومة قوم عيش وليدي جيبلنا قسمنا و شوف شنية حكايتهم بالك ربي يفتحها في وجهك و يشوفولك بالمرة خدمة..
ـ اممم !! القسم بيد ربّي !! و السماح منها ها الكردونة إلي تخلّف الذل !!
ـ تي قوم عيش ولدي شوفلنا شفمّا !! 
ـ القسم على ربي !! باهي هاني ماشي...
يخلط رابح قدام الشعبة يلقى الصف طويل و الكلها تعيّط تحب ع الكرادن و حسونة الرڤّاص ينظم فيهم: يا ولادي بالطريق !! شدو الصف الكل تو تاخذو كرادنكم الخير موجود و بالوافي !!
رابح: شنية حسونة كي العادة ترمي في روحك فمّاش ما تمنّع حاجة ؟؟
ـ شنية رابح تحكي معايا ؟؟
ـ اي اي قتلك شنية لحكاية آش فما ؟؟
ـ هاو جماعة هاك الحزب جاو قالو يحبو يعاونو الحومة...
هوما هكاك و خرج واحد شباب م الشعبة ريحة الپارفان تعطرق و الشعر مشدود بالجال و هو قريب باش يشعل بالبيوضية و النظافة..
رابح: اهلا بمهدي !!
ـ رابح ؟؟ تي وينك يا راجل !!
ـ وينك انتي و آش تعمل لهنا ؟؟
ـ تعرفش كيفاش، ايجا معايا نوصلو بالكرهبة تو نحكيلك كل شي..
ـ هيا برا...
ركب رابح و صاحبو في الكرهبة.. رابح:
ـ أيواه شنية لحكاية كي سبّتك و وينك وين حيّك من أيّامات الفاك ما ريتكش !! احكيلي شنية عملت ؟؟
ـ بون بعد ايامات الفاك پاپا عملّي كادو قمقوم باش نكمّل نعمل ماستار في لاڢال في كندا.. في الوقت هذاكا كيما تعرف كانت حالّة معانا و زيد پاپا كان في مجلس النوّاب و لحقيقة البيبان الكل محلولة.. مشيت قريت ماستار غادي و بالحق كنت متهنّي كان باش نقارن روحي بالتوانسة إلي لقيتهم غادي: ما ستحقيتش باش نخدم كان كل شهر تخلطلي 9 الاف دولار نخلّص بيها الدار إلي كانت على ذمتي و ديجا كنت نقلق وحدي بالاخص كيف كنت نعيش وحدي قبل ما تجي معايا سيلڢيا..
ـ شكوني سيلڢيا زادة هاذي ؟؟
ـ سيلڢيا طفلة تعرّفت عليها مرّة في سهريّة في كابريه في مونريال طفلة عمرها 25 عام عندك الحق تقول عليها طفلة و إلا أنثى مش كي وجوه اللوح إلي تشوف فيهم في تونس !! عينين و شعر و صدر و لبسة و سيرتو پارفات في الفرش..
ـ ياخي ماشي تقرى و إلا تجرّب في بنات الكندا ؟؟
ـ يا راجل آش من قراية !! تي شوف انتي وحدك غادي بداري بكرهبتي و كل شهر 9 الاف دولار يخلطولي !! تتصوّر انتي كان نروّح لتونس پاپا يعطيني حتّى خمسة ملاين مصروف في الشهر ؟؟ و إلا باش نلقى خدمة تعطيني فلوس كيف إلي كنت ناخو فيها غادي ؟؟
ـ إيه و بوك مسكين منين جاه يعلم ربي بحالو كيفاش يلمّلك الفلوس و انتي مبطّل القراية و لاهي تتشخلع !!
ـ ههههههه مسكين ؟؟؟ لتو لا تبدّلت !! هذاكا هو تخمامك !! پاپا بالعكس ديما يقلّي كان ناقص فلوس نزيد نبعثلك !! و القراية ما بطّلتهاش خاطر السيستام غادي بوك عندو مو د پاس يدخل بيه على سيت الفاك و يشوف قداش غبت من مرة و وقتها باش تولي مشكلة و مشلّقة !! اما هاوينو عاد هوما عامين ماستار كنت عامل حسابي نعملهم في اربعة حتى لين بعد نروّح و يعمل ربي دليل...
بديت نقرى و حاطط في بال پاپا إلي انا عاطي ما عندي و ديما نحكيلو نقلو إلي القراية صعيبة حجر في وقت إلي هي پروڤرام العامين ما يجيوش في سوماستر في الفاك متاعنا في تونس !! اما غير الناس مرضى بالڤاوري و الاسم العالي و المربط الخالي... قريت عامي لولاني غادي و كيف ما كنت مبرمج دوبلت.. عامتها ما روّحتش كوم كوا حاسس على روحي و حاشم من دارنا كيفاش مروّح و انا مدوبل في وقت إلي الجو غادي يفطّق مع الحبيّبات و خاصّة السهريّات مع البنيّات !!
العام إلي بعدو بدات القراية و كيف العادة نفس الجو في الستة شهور لولانين حتّى لين هاك الكلب حرق روحو في الڤصرين و بدات الحكاية تتقلب كيف ما تعرف: مجلس النواب تحلّ و أفاريات پاپا ولاّت راجعة بالتوالي و الفلوس إلي كانت تخلطلي بدات تنقص حتى لين بابا قلّي إلي هو ما عادش ينجّم يبعثلي و لازمني ندبّر خدمة نعاون بيها روحي في المصروف.. وليت وقتها بعت الكرهبة و نقّلت م الدار و وليت نسكن في مبيت و بديت ننزل شوية في المصروف.. الجو و الاصحاب مشاو على رواحهم و سيلڢيا إلي ديجا كتبت عليها الصداق و كنت طامع من جرّتها في الجنسية طلّقتني و كل شي طاح في الماء.. شدّيت روحي شدّيت و في الاخر وفات الفلوس هزّيت روحي كي الرجّال و خذيت الطيارة و روّحت لتونس في ماي إلي فات..
لهنا نلقى كل شي تبدّل عليّا و إلي كان قبل قريب يبوسلي في ساقي ولّى يغزرلي على جنب و يسمّع فيّا في الكلام !! پاپا البيزنس متاعو طاح برشا و علاقاتو الكل تقريبا إلي هرب منهم للخارج هرب و الباقي في الحبس.. بعدها جات فكرة الحزب هذا إلي هو متكوّن من رجال الاعمال إلي كيف پاپا تفاهمو الكل باش يحطّو كل واحد منهم تفتوفة م إلي قعدّلهم باش يعملو ها الحزب و يدخلو بيه المجلس التأسيسي فمّاش ما يرجعو كيف ما كانو قبل.. هاني عاد بطبيعتي قاعد ولّيت نمشي عقاب عمري للبوزڤلّيف و نفرّق عليهم كرادن المقرونة و الطماطم فمّاش ما الحزب يعمل يعمل اسم و يجيب نسبة باهية في الانتخابات !!! بعد عزّي و دلالي ولّيت نقرّق بالخمّاج و الزرڨ باش ينتخبولنا حزبنا !!! و انتي سي رابح فاش كنت تعمل غادي ؟؟ آش هزّك لحومة الطبعة غادي !! ما لقيت وين تمشي !!!
رابح وجهو أزرق و قريب يطرشق رغم هذاكا شدّ روحو و بدى باش يجاوب مهدي بصوت متحشرج م الاول فيسع ما تسرّح:
ـ الحاجة الاولى يا ســــي مهدي انا حياتي كاملة ولد حي الازدهار تولدت غادي و تربّيت غادي.. دارنا كانو قلالّة ما في حالناش اما كنا عايشين بالحلال حتّى لين توفّى بابا الله يرحمو.. عمري ما حبّيت نورّي إلي انا كنت زوّالي و فقير باش البورجوازيين إلي كيفك انتي في الفاك ما يعملوش منّي تكركيرة!! كنت ديما نقرى على روحي و نضربها على ساقيّا في اغلب الاوقات م الفاك للدار و رغم هذاكا نحمد ربّي إلي حد منكم ما شافني بكل بساطة خاطر انتوما كنتو تشوفو كان في رواحكم في الدنيا.. لا نهار حد فيكم سألني منين جاي و إلا شنية نتمنى في الدنيا !! كان واحد فيكم كلّمني راهو باش يقلّي نقعد وراك في الاڤزامان باش ينطّر النوت متاعو !! عشت راجل كيف اولاد حومتي الكل !! لا نهار بكيت و إلا تشكّيت رغم إلي ما كسبت شي اما حامد ربّي و راضي بإلي كتّبهولي.. اما انتوما أهيـــــه !!! متعشين بالدنيا و متسحرين بالآخرة !! حتى كيف البوزڤلّيف إلي قلّقوك عملو ربع ثورة باش يحسّنو أوضاعهم جيتو انتوما كي العڤاب ڤاتلكم الجوع و حبّيتو تعاودو إلي كان و المزمّر يزيد يغرق في الغرم و انتوما تزيدو تحلّو جوانحكم و تبركو علينا !! اعملو ربي في بالكم !! الدنيا فيها الموت !! صحيح حومتنا بكلّها زواولة و مزمّرين اما ما فيها حد طالب مزيّة و إلا صدقة من عند حد !! نحبو نخدمو !! نحبو ناكلو الخبز في بلادنا، نحبّو نحسّو إلي احنا تابعين تونس و عندنا الحق فيها بالفم و الملا مش كذب و بلّوط كيف ما تحكيو في اشهاراتكم إلي عملتّلنا الجاير و طلّعتلنا زيت البريكة بعد شقّان الفطر بالطبيعة للناس إلي نجمت توفّر بريكة في شقّان الفطر !! 
عمرنا ما طلبنا فرنك من عند حد و لا عمرنا مدّينا يدينا لحاجة الناس !! إلي كيفك و كيف بوك ما خلاّولنا شي !! فقّرتونا و خلّيتونا ع العظم و كيف فلڤطنا و حبينا نمشكيو الكارطة و نعاودو من جديد فكّيتو الكارطة و حبّيتو تاخذو الكل مرّة اخرى...
وقّف الكرهبة لهنا خليني نهبط نرجع للفقر و الميزيريا اما للشرف و خلّيك صاحبي في الفلوس و الليكس اما بسرقة العرق انا و أيّاك ما نتحطّوش فرد حكّة.. مش هكّا قال طونطون الباجي متاعكم ؟؟

حلّ رابح باب الكرهبة، لسعو الشهيلي الموجود البرّة و هو ڤرسان من كليماتيزور الكرهبة إلي يجمّد الماء و قبل ما يهبط تلفّت لمهدي و قالو: ما تنساش باش من هنا للعشية تهزو دبشكم الكل م الحومة و تسلّمو المحل لعم حسين إلي مشى فيبالو إلي هو باش يستنفع بشوية كراء من محلو بعد ما كانو فاكّينهولو جماعة التجمع ڤامان !! رجّعو المحل خاطر كان يسمعو ولاد الحومة مش باش يصير خير.. أنّستك بالموندو متاعك و برّا ربي معاك و كون متأكّد إلي انا عمري ما كان عندي ڤرام بغض لا ليك و لا إلي كيفك خاطر نعرف إلي ربّك يعرف آش يعمل...

هبط رابح م الكرهبة و اطّرشق بالبكاء اما قعد يمشي و راسو الفوق !! كان إيمانو قوي إلي هو عمرو ما كان صادق مع روحو و مع الناس أكثر م المرة هاذي...
مهدي... مهدي قعد فمو محلول، ما نجمش يتحرّك.. كلام رابح عطاه احساس لا متناهي من الوضاعة و الخسّة حس روحو ما يسواش اصلا !!!

يخلط رابح للدار عينيه منفّخة و حمرة.. يلقى قدامو تبر إلي تستنى في كردونة القضية..
ـ شنية بزهرنا وفاو الكاردن ؟؟
ـ لا يامّي ما وفاوش!!! اما السماح م الهديّة إلي تخلّف الذل !!! قلي الماء يمشي و إلا مقصوص ؟؟
ـ وليدي ما فهمت منّك شي اما الماء موجود..
ـ عبّيلنا دبوزة ماء نشقّو عليها فطرنا، ع الاقل الماء نخلّصو فيه بفلوسنا اما كرادن الحزب باش نخلّصوهم شقاء و هم لولادي و احفادي...
تبر قعدت باهتة ما فهمت شي من كلام رابح الفقهي، اما رابح دخل لبيتو و غم على راسو و رقد...

تونس في 26 أوت 2011                           

mardi 28 juin 2011

...تلك الأيام



في العادة لا تستهويني السينما المصرية لما أرى فيها من بساطة في الطرح سواء 
على مستوى الأفكار أو على مستوى العمل التقني عموما. إلا ان لهذه القاعدة استثناء ات و إن كانت تُعد على رؤوس أصابع اليد الواحدة إلا أنها تبقى استثناء ات ثابتة..
و مثال الحال اليوم، فلم مصري شاهدته مؤخرا بعنوان "تلك الأيام" لأحمد غانم..
الفلم اقتباس لرواية تحمل نفس الاسم لفتحي غانم كانت قد أثارت العديد من النقاشات في فترة سابقة إلا أن الفلم أتى برؤية مختلفة نوعا ما في الشكل كما في المضمون.
تلك الأيام يقدّم صورة المفكر الأكاديمي العربي "الناجح" (شخصية سالم في الفلم) الذي نجح بطريقة أو بأخرى في جعل نفسه شخصية مثيرة للجدل أدارت لها كل الرقاب من ساسة و صحافة و مثقفين و حتى طلبة خلقت منه وجها اجتماعيا و ثقافيا ناجحا (في الظاهر) رشّحته لمنصب وزاري هام..
و تجري أحداث الفلم متسارعة في الايقاع حيث يستعين سالم بأحد أعوان الأمن السابقين للاستفادة من تجربة هذا الاخير الميدانية في مجال مكافحة الارهاب للاستدلال ببعض الأحداث الواقعية و توظيفها في كتاب هو بصدد التأليف حول الجدل القائم حول الإرهاب في العالم العربي و المجتمع المصري تخصيصا..
إلا أن المنحى المتخذ في الفلم يفتح لنا زوايا أخرى غير منكشفة لحياة سالم عبيد تزيح لنا الستار عن شخصية مرضية و انتهازية لأبعد الحدود لرجل الدولة المرتقب.
الفلم على خلاف غيره من الأفلام يقدم طرحا شموليا لأهم و جلّ القضايا الاجتماعية التي طرحت في السينما العربية و حتى المصرية مثل علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بالعالم العربي و مصر خاصة باعتبارها حليفا استراتيجيا في الشرق الأوسط و يبرز ذلك من خلال علاقة السفيرة الامريكية برئيس الحكومة من جهة و ببعض المثقفين من أصحاب الحضوة (الحضوة المكتسبة طبعا من خلال كتابات "المفكرين" التي تحضى استحسان و اعجاب الغرب). و يشتق مما سبق ذكره خاصية عربية بحتة و هي النفاق السياسي و ازدواجية الخطاب حفاظا على المصالح المختلفة و المتضاربة فسالم يعلم أنه بمشاركته في ندوة فكرية في تل أبيب قد أعدم نفسه على الصعيد الوطني و العربي ربما !! إلا أنه غير قادر البتة عن اعلان رفضه صراحة للسفيرة الامريكية حفاظا على "مكانته و حضوته" على الصعيد الخارجي و الدولي فيلجأ لاختلاق أعذار واهية توفّق بين الموقف الخارجي و الداخلي في آن واحد..
لعبة المصالح استمرت و تكررت أكثر من مرة في الفلم و على مستويات و أوجه مختلفة مثل تعامل أسرة أميرة (زوجة سالم التي تصغره بعدّة سنين) هذه العائلة التي تقدّس سالم و تسعى لكسب ودّه على مر الزمن باعتباره الدجاجة التي تلد ذهبا لهم فكسب رضاه أمر من الحتميات حتى لو كان ذلك على حساب سعادة ابنتهم أميرة التي  افتكها سالم افتكاكا من محيطها و واقعها..
في الناحية المعاكسة، يُشيّىء سالم زوجته و يعتبرها قطعة من قطع ديكور البيت الذي أشرف على اختياره وحده دون غيره وفق ذوقه قبل أن يأتي بأميرة لتكتمل الصورة و تصبح أداة بروتوكولية يُجبر على تقديمها لضيوفه في مناسبات النفاق الاجتماعي أو لغرض افراغ شهوته الجنسية، "فيُغتصب" الحب في مشهد أكثر من معبّر يصوّر تقبيل سالم لأميرة في لحظات تبدو حميمية للوهلة الأولى سرعان ما تنجلي الحقيقة عنها مبرزة رغبة أحادية ذكورية الجانب من خلال تقزز المرأة لزوجها و عجزها التام عن صدّه فكأنّ المسألة انحصرت في حركات ميكانيكية تمارس فقط لاشباع غرور و ذكورة سالم بعيدا على اعتبار المرأة انسانا يحس و لديه رغبات عاطفية قبل أن تكون جنسية في حاجة للاشباع.
علاقة سالم بأميرة اتخذت أيضا ذلك المنحى الخفيّ و غير المعلن المتواري خلف مفهوم الاخلاق عند سالم.. فما يُعرف بفانطازيا الحب و الجنس تحديدا و عبارات الحب الرقيقة التي لم يقدر سالم على قولها مباشرة ظنا منه أنها تفقده الشيء الكثير من رجولته و هيبته فيلجأ إلى لعبة الهاتف و العشاق الوهميين كطريقة لاشباع ما لم يقدر على قوله من "شذوذ عاطفي" لزوجته التي كانت على علم بلعبته الغريبة و تساييره فيها.. فهي في النهاية ليست ضحية بقدر ما تتحمل جزء ا هاما من المسؤولية تجاه ما تتعرض له من قمع و غربة فهي بالأساس شخصية لها استقلاليتها المعنوية  فمن المعقول أن تتحمل مسؤولية بعض اختياراتها السابقة و إن أمكن أن نجد لها في الفراغ العاطفي الذي تعيشه تعلّة لمسايرتها الوضع..
خضوع أميرة لم يدم و إن طال كثيرا فتقرر الثورة على وضعها البائس البعيد عن حياة زوجة تحب قرينها و تتقاسم معه الحياة بحلوها و مرها، تطلب الطلاق من سالم إثر تعرفها على شخصية علي (رجل الأمن المتقاعد) الذي رأت فيه المنقذ الذي أفاقت على يديه من سباتها أو بالأحرى كابوسها.. فتكاد تدفع ثمنا باهضا لتمرٌدها على أنانية سالم فيقرر هذا الاخير الانتقام منها من خلال طلبه لعلي التخلص منها عن طريق القتل في الوقت الذي تبدأ شرارة الحب في الاشتعال بين أميرة و علي الذي يرفض "الصفقة" و يكتشف من خلال حبيبته الجديدة ألاعيب و الشخصية الخفية لسالم عبيد.. فالإنسان مهما تخفى وراء أقنعة و ممارسات فإن الحقيقة تبقى عارية لدى أقرب الناس إليه ممن لا يهتم بوجودهم أصلا !!
جانب آخر يُسقط سالم بالضربة القاضية و هو اللقاء التليفزيوني الذي يجمعه بأستاذه السابق في الجامعة الأمريكية جون لاڢارش. و يعود بنا سالم على طريقة الفلاش باك إلى علاقته المقربة بأستاذه لمدة سنوات خلت في الجامعة الأمريكية في مقولة للاستاذ حول واقع المجتمعات العربية فيقول: "أنتم العرب لا تبحثون عن الحقيقة بقدر بحثكم على نصفها: نصف الحقيقة و تحيا، كل الحقيقة و المقصلة يا عزيزي.." ثم يعود بنا الفلاش باك أيضا لسنوات عذاب قضاها سالم في سجون التعذيب المصرية لمعارضته النظام الحاكم قبل أن يقرر بيع ضميره و مبادئه التي طالما كافح من أجلها مقابل ثمن بخس يتلخص في المنصب و الحضوة في مشهد أعاد لي الذاكرة شخصيا لسمير العبيدي المناضل الطلابي اليساري في أواخر سبعينيات القرن الماضي الذي انقلب رأسا على عقب فجأة و ينظم لطابور المهللين و المزمرين لنظام أثبت فشله الذريع حتى آخر أيام حكمه !!
جزء من اللقاء التليفيزيوني اعتبره شخصيا محور الفلم و أترك للقارئ متعة اكتشافه سينمائيا كان كفيلا بتحطيم سالم كليا و دون عودة..
إلا أن سالم ليس الشخصية الهامة الوحيدة في الفلم و إن كانت غالبية الاحداث متعلقة به مباشرة فالفلم يقدم شخصيات سلبية دون استثناء فعلي ليس بالملاك الطاهر كما قد يخيل للمتفرج في أول الأحداث فتتقشع الحقيقة مرة أخرى في مشاهد متواترة عبر طريقة الفلاش باك مرة اخرى مبرزة شخصية تجاوزت حدود نفوذها لاشباع غضب وليد لحظة ما كان من الممكن تجنبه مع قليل من الرصانة !! مما يأثر سلبا في علي من خلال اضطرابات نفسية حادة و كوابيس يقضة فندم شديد، إلا أن عجلة الزمن لا تعرف الرجوع إلى الخلف..


تقنيا الفلم يستغرق ساعتين و دقيقتين لا تحس مع كثرة الاحداث و تواترها بالملل و لا الحشو في المشاهد الذي يعتبر من السلبيات الشائعة في الاقتباسات السينمائية للأدب المعاصر.
شخصية سالم أبدع محمود حميدة في تجسيدها (على الاقل في نظري الشخصي) رغم أنه من خرّيجي أفلام المقاولات في تسعينيات القرن الماضي إلا أن الكمّ أثّر على ما يبدو بالإيجاب على الكيف الشيء البارز من خلال مشاركات محمود حميدة الأخيرة في الاعمال السينمائية المصرية.. و ما قد يعاب على احمد غانم مخرج الفلم هو فشله في اختيار الممثلين على مستوى بعض الشخصيات و تحديدا شخصية علي: فحسب رأيي المتواضع لا يستطيع اليوم احمد الفيشاوي (استنادا لبنيته المرفولوجية) تجسيد شخصية تبلغ من العمر 40 سنة كحد أدنى !! إلا أن هذا لا يستطيع أن يحجب العمل الرهيب على مستوى ادارة الممثلين خاصة على مستوى شخصية أميرة التي تجسدها ليلى سامي و هي ممثلة مبتدئة إن لم نقل "مغمورة" نجحت في أداء الدور و أقنعت فيه !!
المشاهد و طريقة تحرك الكاميرا كانتا على قدر عال من الاحترافية و الجمال و الانسيابية وفق متطلبات الانتاج السينمائي الحديث..
إلاٌ أن المؤثرات البصرية في حاجة لمزيد المراجعة التي لم تكن موفّقة في بعض المواقف كالمطر الصناعي مثلا الذي كان حقيقة فاشلا و لا يوحي بالواقعية البتة !!

عموما "تلك الأيام" فلم "ناجح" على مستوى الفكرة و الطرح و الاقتباس على غرار جل الاقتباسات الأدبية للسينما خاصة و قد قدّم طرحا ذكيّا لمحرّمات السينما العربية و الأبدية: الجنس، الدولة و الدين..

شاطئ كوپاكابانا في 25 جوان 2011

lundi 20 juin 2011

تفاعلات المجتمعات الافتراضية مع الحياة الواقعية: الموسيقى نموذجا


في تصوري الخاص حتى حد ما ينجم يشكك في تأثير وسائل الاتصال الحديثة و بالتحديد الانترنات و الفايسبوك تخصيصا.. ها الموقع الاجتماعي هذا وصل باش يكون في 6 شهور الأداة المنظمة لثلاثة ثورات شعبية في العالم العربي نجّمت تسقط ثلاثة أنظمة حكم استبدادية حكمت 33 و 30 و 23 عام عاشت فيهم كل من اليمن و مصر و تونس على التوالي طلوع و هبوط و لو أنو الهبوط كان في الغرم (حاشاكم) و الطلوع لم يتعد بضعة أمتار... هذا الكل ما يعنيناش خاطر إلي نحب نحكي عليه هو الأسلوب التنظيمي إلي توفرو الشبكات الاجتماعية في تنظيم اللقاء ات و إلا التحركات الشعبية.. المثال إلي باش نحكي عليه اليوم هو كيفاش تنجم الشبكات الاجتماعية تساهم باش تعطي منتوج موسيقي في مستوى معيّن..
مايكل كريتو موسيقي تولد عام 57 في رومانيا خدم برشا في ڤروپات صغيرة قبل ما يكون الديكليك متاعو مع مشروع إينيڤما في حدود اعوام 89 و 90.. التجربة كانت اسم على مسمّى بحيث الالبومات كانت تهبط للاسواق فيها اسامي القطع الموسيقية و اسم اينيڤما بالكبير و في ظهر الپوشات متاع السيدي مكتوب بالصغير پرودوكسيون مايكل كريتو.. بحيث لا حد نجم يعرف شكوني الاصوات إلي تغني و إلا حتى الآلات المستعملة إلي كانت غريبة في الوقت هذاكا في الموسيقى الاليكترونية و إلا موسيقى العمر الجديد (ترجمة ركيكة للنيو آيدج)..
تواصلت ألبومات اينيڤما و تعامل مع برشا أصوات أبرزها و أشهرها اندرو دونالد.. 
مؤسس ها المشروع الموسيقي مايكل كريتو تعرف "بتقليعاتو" الموسيقية بحيث خلق موجة موسيقية جديدة تأثرت بيها بعض الفرق الموسيقية الاخرى في وقت لاحق. تعرف زادة مايكل بالمخاطرة و "القمار" في انتاجاتو بحيث أنك تصدم باش تقدم نوعية موسيقية جديدة خطر صافي خاطر باش يكون اول عمل ليك ع الساحة و كان باش تفشل فيه ما عادش تنجم تقدم جملة و يتدفن المشروع..
في سبتمبر 2010 خرج مايكل كريتو في فيديو هبطت في الپاج اوفيسيال متاع اينيڤما ع الفايسبوك و ع اليوتيوب و قدم مشروعو الجديد إلي هو "سوشيال صونڨ" أو الأغنية الإجتماعية (نسبة للشبكات الاجتماعية).. المشروع كفكرة حاجة جديدة و ما صارتش قبل و إلي هي: الفان متاع إينيڤما في مختلف انحاء العالم يسجلو ڢوكال (مقطع غنائي صوتي) بأصواتهم هوما بشرط أنو الكلام إلي يتغنى ما يكونش لفنانين اخرين أو تحت طائلة حقوق التأليف.. بعد يتم تجميع الاصوات الكل إلي تسجلت و تحطت في الپاج فايسبوك و الفان يعملو تصويت لأحسن مقطع صوتي..
المرحلة الثانية هي أنو يقوم مايكل بخدمة اللحن او الانسترومونتال و يقدم 3 توجهات موسيقية أو ستيل موزيكال و بعد يحط الثلاثة اختيارات للفان متاع اينيڤما إلي بدورهم باش يصوّتو لأحسن ستيل يشوفوه و يختارو الآلة الرئيسية إلي يحبو الغناية تتلعب بيها إلي باش تمثل المرحلة الثالثة م المشروع..
لحد لهنا الفكرة غريبة و "مهبولة" فرد وقت و نلاحظو إلي كريتو يقوم بمجازفة كبيرة ياسر !! و شخصيا كنت نتصور عدم تجاوب من عند الفان أو في أحسن الأحوال مستوى بيدون للخدمة إلي باش تخرج في الاخر..
على عكس كل التوقعات الفكرة لقات تجاوب كبير ياسر م الفان ع الپاج فان متاع اينيڤما و الصفحات التفاعلية الاخرى كيف تويتر و يوتيوب و موقع المشروع زادة..
بدات الفكرة تخدم و كملت الغناية و وصلت لمرحلة الميكساج الاخراني.. لهنا ظهرت فكرة الكليپ و الپوشات متاع السينڤل و تحل الباب مرة اخرى للفان باش كل واحد يعطي ما عندو و يشارك في الفكرة بإلي ينجم..
النتيجة الاخيرة أثمرت ڢوكال باللوغة اللتفية (لاتفيا) بصوت فوكس ليما فنانة من لاتفيا في بداية المشوار متاعها سجّلت صوتها و بعثتو على النحو هذا. بعد ما صوتو الفان على مختلف مراحل الغناية خرج المورسو على الصيغة هاذي و قعدنا نستناو في الكليپ إلي ساهم فيه بصفة اساسية خوسي لويس لوپيز م المكسيك و جون بيهاري من انڤليتيرا.. الكليپ صوّر مختلف مكونات العالم م الشرق للغرب و مثّل تحدي لمايكل كريتو و إينيڤما پروجكت باش يلمو العالم في غناية في الوقت إلي العالم عمرو ما اتحد في حكاية في ظل لعبة المصالح و كل واحد يجبد ليه.. الكليپ تنجمو تتفرجو فيه لهنا 
لاحظنا دونك في مثال بسيط كيفاش يمكن استغلال المجتمع الافتراضي باش تخرج خدمة حلوة ياسر (نسبيا بحكم إلي الغناية عجبتني شخصيا كيف ما عجبت الملايين أو حتى الآلاف عبر العالم) بأدوات بسيطة ياسر و أفكار هاوية إلي مع شوية تأطير عطاتنا الشي هذا مش كيف الفنانين التوانسة (و لو أنو الشي بعيد على بعضو بعد السما ع الارض) إلي قعدو نهار كامل و هوما يتبكاو على فلوس الدعم و غياب شركات انتاج باش تتبناهم !! هاو بلاش حتى فلوس تخدم سينڤل !!! تبقينا الشي إلي يفرق بين الانسان و الانسان هو عزيمتو في الدنيا و حبو باش يوصل بالحق لوين هو يحب بعيدا على لوغة التيتم و البكاء إلي حتى كان جات تنفع نقولو !! اما ما تزيد العبد إلا حقارة و ذل بين الناس...
على فكرة: الغناية موجودة في برشا بلايص (ذكرت البعض منهم كروابط) و غير خاضعة لحقوق التأليف معناها غناية ما تتباعش...                                                                                                               

ساو پاولو في 20 جوان 2011