mardi 28 juin 2011

...تلك الأيام



في العادة لا تستهويني السينما المصرية لما أرى فيها من بساطة في الطرح سواء 
على مستوى الأفكار أو على مستوى العمل التقني عموما. إلا ان لهذه القاعدة استثناء ات و إن كانت تُعد على رؤوس أصابع اليد الواحدة إلا أنها تبقى استثناء ات ثابتة..
و مثال الحال اليوم، فلم مصري شاهدته مؤخرا بعنوان "تلك الأيام" لأحمد غانم..
الفلم اقتباس لرواية تحمل نفس الاسم لفتحي غانم كانت قد أثارت العديد من النقاشات في فترة سابقة إلا أن الفلم أتى برؤية مختلفة نوعا ما في الشكل كما في المضمون.
تلك الأيام يقدّم صورة المفكر الأكاديمي العربي "الناجح" (شخصية سالم في الفلم) الذي نجح بطريقة أو بأخرى في جعل نفسه شخصية مثيرة للجدل أدارت لها كل الرقاب من ساسة و صحافة و مثقفين و حتى طلبة خلقت منه وجها اجتماعيا و ثقافيا ناجحا (في الظاهر) رشّحته لمنصب وزاري هام..
و تجري أحداث الفلم متسارعة في الايقاع حيث يستعين سالم بأحد أعوان الأمن السابقين للاستفادة من تجربة هذا الاخير الميدانية في مجال مكافحة الارهاب للاستدلال ببعض الأحداث الواقعية و توظيفها في كتاب هو بصدد التأليف حول الجدل القائم حول الإرهاب في العالم العربي و المجتمع المصري تخصيصا..
إلا أن المنحى المتخذ في الفلم يفتح لنا زوايا أخرى غير منكشفة لحياة سالم عبيد تزيح لنا الستار عن شخصية مرضية و انتهازية لأبعد الحدود لرجل الدولة المرتقب.
الفلم على خلاف غيره من الأفلام يقدم طرحا شموليا لأهم و جلّ القضايا الاجتماعية التي طرحت في السينما العربية و حتى المصرية مثل علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بالعالم العربي و مصر خاصة باعتبارها حليفا استراتيجيا في الشرق الأوسط و يبرز ذلك من خلال علاقة السفيرة الامريكية برئيس الحكومة من جهة و ببعض المثقفين من أصحاب الحضوة (الحضوة المكتسبة طبعا من خلال كتابات "المفكرين" التي تحضى استحسان و اعجاب الغرب). و يشتق مما سبق ذكره خاصية عربية بحتة و هي النفاق السياسي و ازدواجية الخطاب حفاظا على المصالح المختلفة و المتضاربة فسالم يعلم أنه بمشاركته في ندوة فكرية في تل أبيب قد أعدم نفسه على الصعيد الوطني و العربي ربما !! إلا أنه غير قادر البتة عن اعلان رفضه صراحة للسفيرة الامريكية حفاظا على "مكانته و حضوته" على الصعيد الخارجي و الدولي فيلجأ لاختلاق أعذار واهية توفّق بين الموقف الخارجي و الداخلي في آن واحد..
لعبة المصالح استمرت و تكررت أكثر من مرة في الفلم و على مستويات و أوجه مختلفة مثل تعامل أسرة أميرة (زوجة سالم التي تصغره بعدّة سنين) هذه العائلة التي تقدّس سالم و تسعى لكسب ودّه على مر الزمن باعتباره الدجاجة التي تلد ذهبا لهم فكسب رضاه أمر من الحتميات حتى لو كان ذلك على حساب سعادة ابنتهم أميرة التي  افتكها سالم افتكاكا من محيطها و واقعها..
في الناحية المعاكسة، يُشيّىء سالم زوجته و يعتبرها قطعة من قطع ديكور البيت الذي أشرف على اختياره وحده دون غيره وفق ذوقه قبل أن يأتي بأميرة لتكتمل الصورة و تصبح أداة بروتوكولية يُجبر على تقديمها لضيوفه في مناسبات النفاق الاجتماعي أو لغرض افراغ شهوته الجنسية، "فيُغتصب" الحب في مشهد أكثر من معبّر يصوّر تقبيل سالم لأميرة في لحظات تبدو حميمية للوهلة الأولى سرعان ما تنجلي الحقيقة عنها مبرزة رغبة أحادية ذكورية الجانب من خلال تقزز المرأة لزوجها و عجزها التام عن صدّه فكأنّ المسألة انحصرت في حركات ميكانيكية تمارس فقط لاشباع غرور و ذكورة سالم بعيدا على اعتبار المرأة انسانا يحس و لديه رغبات عاطفية قبل أن تكون جنسية في حاجة للاشباع.
علاقة سالم بأميرة اتخذت أيضا ذلك المنحى الخفيّ و غير المعلن المتواري خلف مفهوم الاخلاق عند سالم.. فما يُعرف بفانطازيا الحب و الجنس تحديدا و عبارات الحب الرقيقة التي لم يقدر سالم على قولها مباشرة ظنا منه أنها تفقده الشيء الكثير من رجولته و هيبته فيلجأ إلى لعبة الهاتف و العشاق الوهميين كطريقة لاشباع ما لم يقدر على قوله من "شذوذ عاطفي" لزوجته التي كانت على علم بلعبته الغريبة و تساييره فيها.. فهي في النهاية ليست ضحية بقدر ما تتحمل جزء ا هاما من المسؤولية تجاه ما تتعرض له من قمع و غربة فهي بالأساس شخصية لها استقلاليتها المعنوية  فمن المعقول أن تتحمل مسؤولية بعض اختياراتها السابقة و إن أمكن أن نجد لها في الفراغ العاطفي الذي تعيشه تعلّة لمسايرتها الوضع..
خضوع أميرة لم يدم و إن طال كثيرا فتقرر الثورة على وضعها البائس البعيد عن حياة زوجة تحب قرينها و تتقاسم معه الحياة بحلوها و مرها، تطلب الطلاق من سالم إثر تعرفها على شخصية علي (رجل الأمن المتقاعد) الذي رأت فيه المنقذ الذي أفاقت على يديه من سباتها أو بالأحرى كابوسها.. فتكاد تدفع ثمنا باهضا لتمرٌدها على أنانية سالم فيقرر هذا الاخير الانتقام منها من خلال طلبه لعلي التخلص منها عن طريق القتل في الوقت الذي تبدأ شرارة الحب في الاشتعال بين أميرة و علي الذي يرفض "الصفقة" و يكتشف من خلال حبيبته الجديدة ألاعيب و الشخصية الخفية لسالم عبيد.. فالإنسان مهما تخفى وراء أقنعة و ممارسات فإن الحقيقة تبقى عارية لدى أقرب الناس إليه ممن لا يهتم بوجودهم أصلا !!
جانب آخر يُسقط سالم بالضربة القاضية و هو اللقاء التليفزيوني الذي يجمعه بأستاذه السابق في الجامعة الأمريكية جون لاڢارش. و يعود بنا سالم على طريقة الفلاش باك إلى علاقته المقربة بأستاذه لمدة سنوات خلت في الجامعة الأمريكية في مقولة للاستاذ حول واقع المجتمعات العربية فيقول: "أنتم العرب لا تبحثون عن الحقيقة بقدر بحثكم على نصفها: نصف الحقيقة و تحيا، كل الحقيقة و المقصلة يا عزيزي.." ثم يعود بنا الفلاش باك أيضا لسنوات عذاب قضاها سالم في سجون التعذيب المصرية لمعارضته النظام الحاكم قبل أن يقرر بيع ضميره و مبادئه التي طالما كافح من أجلها مقابل ثمن بخس يتلخص في المنصب و الحضوة في مشهد أعاد لي الذاكرة شخصيا لسمير العبيدي المناضل الطلابي اليساري في أواخر سبعينيات القرن الماضي الذي انقلب رأسا على عقب فجأة و ينظم لطابور المهللين و المزمرين لنظام أثبت فشله الذريع حتى آخر أيام حكمه !!
جزء من اللقاء التليفيزيوني اعتبره شخصيا محور الفلم و أترك للقارئ متعة اكتشافه سينمائيا كان كفيلا بتحطيم سالم كليا و دون عودة..
إلا أن سالم ليس الشخصية الهامة الوحيدة في الفلم و إن كانت غالبية الاحداث متعلقة به مباشرة فالفلم يقدم شخصيات سلبية دون استثناء فعلي ليس بالملاك الطاهر كما قد يخيل للمتفرج في أول الأحداث فتتقشع الحقيقة مرة أخرى في مشاهد متواترة عبر طريقة الفلاش باك مرة اخرى مبرزة شخصية تجاوزت حدود نفوذها لاشباع غضب وليد لحظة ما كان من الممكن تجنبه مع قليل من الرصانة !! مما يأثر سلبا في علي من خلال اضطرابات نفسية حادة و كوابيس يقضة فندم شديد، إلا أن عجلة الزمن لا تعرف الرجوع إلى الخلف..


تقنيا الفلم يستغرق ساعتين و دقيقتين لا تحس مع كثرة الاحداث و تواترها بالملل و لا الحشو في المشاهد الذي يعتبر من السلبيات الشائعة في الاقتباسات السينمائية للأدب المعاصر.
شخصية سالم أبدع محمود حميدة في تجسيدها (على الاقل في نظري الشخصي) رغم أنه من خرّيجي أفلام المقاولات في تسعينيات القرن الماضي إلا أن الكمّ أثّر على ما يبدو بالإيجاب على الكيف الشيء البارز من خلال مشاركات محمود حميدة الأخيرة في الاعمال السينمائية المصرية.. و ما قد يعاب على احمد غانم مخرج الفلم هو فشله في اختيار الممثلين على مستوى بعض الشخصيات و تحديدا شخصية علي: فحسب رأيي المتواضع لا يستطيع اليوم احمد الفيشاوي (استنادا لبنيته المرفولوجية) تجسيد شخصية تبلغ من العمر 40 سنة كحد أدنى !! إلا أن هذا لا يستطيع أن يحجب العمل الرهيب على مستوى ادارة الممثلين خاصة على مستوى شخصية أميرة التي تجسدها ليلى سامي و هي ممثلة مبتدئة إن لم نقل "مغمورة" نجحت في أداء الدور و أقنعت فيه !!
المشاهد و طريقة تحرك الكاميرا كانتا على قدر عال من الاحترافية و الجمال و الانسيابية وفق متطلبات الانتاج السينمائي الحديث..
إلاٌ أن المؤثرات البصرية في حاجة لمزيد المراجعة التي لم تكن موفّقة في بعض المواقف كالمطر الصناعي مثلا الذي كان حقيقة فاشلا و لا يوحي بالواقعية البتة !!

عموما "تلك الأيام" فلم "ناجح" على مستوى الفكرة و الطرح و الاقتباس على غرار جل الاقتباسات الأدبية للسينما خاصة و قد قدّم طرحا ذكيّا لمحرّمات السينما العربية و الأبدية: الجنس، الدولة و الدين..

شاطئ كوپاكابانا في 25 جوان 2011

lundi 20 juin 2011

تفاعلات المجتمعات الافتراضية مع الحياة الواقعية: الموسيقى نموذجا


في تصوري الخاص حتى حد ما ينجم يشكك في تأثير وسائل الاتصال الحديثة و بالتحديد الانترنات و الفايسبوك تخصيصا.. ها الموقع الاجتماعي هذا وصل باش يكون في 6 شهور الأداة المنظمة لثلاثة ثورات شعبية في العالم العربي نجّمت تسقط ثلاثة أنظمة حكم استبدادية حكمت 33 و 30 و 23 عام عاشت فيهم كل من اليمن و مصر و تونس على التوالي طلوع و هبوط و لو أنو الهبوط كان في الغرم (حاشاكم) و الطلوع لم يتعد بضعة أمتار... هذا الكل ما يعنيناش خاطر إلي نحب نحكي عليه هو الأسلوب التنظيمي إلي توفرو الشبكات الاجتماعية في تنظيم اللقاء ات و إلا التحركات الشعبية.. المثال إلي باش نحكي عليه اليوم هو كيفاش تنجم الشبكات الاجتماعية تساهم باش تعطي منتوج موسيقي في مستوى معيّن..
مايكل كريتو موسيقي تولد عام 57 في رومانيا خدم برشا في ڤروپات صغيرة قبل ما يكون الديكليك متاعو مع مشروع إينيڤما في حدود اعوام 89 و 90.. التجربة كانت اسم على مسمّى بحيث الالبومات كانت تهبط للاسواق فيها اسامي القطع الموسيقية و اسم اينيڤما بالكبير و في ظهر الپوشات متاع السيدي مكتوب بالصغير پرودوكسيون مايكل كريتو.. بحيث لا حد نجم يعرف شكوني الاصوات إلي تغني و إلا حتى الآلات المستعملة إلي كانت غريبة في الوقت هذاكا في الموسيقى الاليكترونية و إلا موسيقى العمر الجديد (ترجمة ركيكة للنيو آيدج)..
تواصلت ألبومات اينيڤما و تعامل مع برشا أصوات أبرزها و أشهرها اندرو دونالد.. 
مؤسس ها المشروع الموسيقي مايكل كريتو تعرف "بتقليعاتو" الموسيقية بحيث خلق موجة موسيقية جديدة تأثرت بيها بعض الفرق الموسيقية الاخرى في وقت لاحق. تعرف زادة مايكل بالمخاطرة و "القمار" في انتاجاتو بحيث أنك تصدم باش تقدم نوعية موسيقية جديدة خطر صافي خاطر باش يكون اول عمل ليك ع الساحة و كان باش تفشل فيه ما عادش تنجم تقدم جملة و يتدفن المشروع..
في سبتمبر 2010 خرج مايكل كريتو في فيديو هبطت في الپاج اوفيسيال متاع اينيڤما ع الفايسبوك و ع اليوتيوب و قدم مشروعو الجديد إلي هو "سوشيال صونڨ" أو الأغنية الإجتماعية (نسبة للشبكات الاجتماعية).. المشروع كفكرة حاجة جديدة و ما صارتش قبل و إلي هي: الفان متاع إينيڤما في مختلف انحاء العالم يسجلو ڢوكال (مقطع غنائي صوتي) بأصواتهم هوما بشرط أنو الكلام إلي يتغنى ما يكونش لفنانين اخرين أو تحت طائلة حقوق التأليف.. بعد يتم تجميع الاصوات الكل إلي تسجلت و تحطت في الپاج فايسبوك و الفان يعملو تصويت لأحسن مقطع صوتي..
المرحلة الثانية هي أنو يقوم مايكل بخدمة اللحن او الانسترومونتال و يقدم 3 توجهات موسيقية أو ستيل موزيكال و بعد يحط الثلاثة اختيارات للفان متاع اينيڤما إلي بدورهم باش يصوّتو لأحسن ستيل يشوفوه و يختارو الآلة الرئيسية إلي يحبو الغناية تتلعب بيها إلي باش تمثل المرحلة الثالثة م المشروع..
لحد لهنا الفكرة غريبة و "مهبولة" فرد وقت و نلاحظو إلي كريتو يقوم بمجازفة كبيرة ياسر !! و شخصيا كنت نتصور عدم تجاوب من عند الفان أو في أحسن الأحوال مستوى بيدون للخدمة إلي باش تخرج في الاخر..
على عكس كل التوقعات الفكرة لقات تجاوب كبير ياسر م الفان ع الپاج فان متاع اينيڤما و الصفحات التفاعلية الاخرى كيف تويتر و يوتيوب و موقع المشروع زادة..
بدات الفكرة تخدم و كملت الغناية و وصلت لمرحلة الميكساج الاخراني.. لهنا ظهرت فكرة الكليپ و الپوشات متاع السينڤل و تحل الباب مرة اخرى للفان باش كل واحد يعطي ما عندو و يشارك في الفكرة بإلي ينجم..
النتيجة الاخيرة أثمرت ڢوكال باللوغة اللتفية (لاتفيا) بصوت فوكس ليما فنانة من لاتفيا في بداية المشوار متاعها سجّلت صوتها و بعثتو على النحو هذا. بعد ما صوتو الفان على مختلف مراحل الغناية خرج المورسو على الصيغة هاذي و قعدنا نستناو في الكليپ إلي ساهم فيه بصفة اساسية خوسي لويس لوپيز م المكسيك و جون بيهاري من انڤليتيرا.. الكليپ صوّر مختلف مكونات العالم م الشرق للغرب و مثّل تحدي لمايكل كريتو و إينيڤما پروجكت باش يلمو العالم في غناية في الوقت إلي العالم عمرو ما اتحد في حكاية في ظل لعبة المصالح و كل واحد يجبد ليه.. الكليپ تنجمو تتفرجو فيه لهنا 
لاحظنا دونك في مثال بسيط كيفاش يمكن استغلال المجتمع الافتراضي باش تخرج خدمة حلوة ياسر (نسبيا بحكم إلي الغناية عجبتني شخصيا كيف ما عجبت الملايين أو حتى الآلاف عبر العالم) بأدوات بسيطة ياسر و أفكار هاوية إلي مع شوية تأطير عطاتنا الشي هذا مش كيف الفنانين التوانسة (و لو أنو الشي بعيد على بعضو بعد السما ع الارض) إلي قعدو نهار كامل و هوما يتبكاو على فلوس الدعم و غياب شركات انتاج باش تتبناهم !! هاو بلاش حتى فلوس تخدم سينڤل !!! تبقينا الشي إلي يفرق بين الانسان و الانسان هو عزيمتو في الدنيا و حبو باش يوصل بالحق لوين هو يحب بعيدا على لوغة التيتم و البكاء إلي حتى كان جات تنفع نقولو !! اما ما تزيد العبد إلا حقارة و ذل بين الناس...
على فكرة: الغناية موجودة في برشا بلايص (ذكرت البعض منهم كروابط) و غير خاضعة لحقوق التأليف معناها غناية ما تتباعش...                                                                                                               

ساو پاولو في 20 جوان 2011